المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاصفة الشعب..!!


الرحال
06-11-2011, 10:20 AM
أثبت الشعب اليمني العظيم، بمختلف فعالياته السياسية والاجتماعية والثقافية والجماهيرية، بموقفه المسؤول والقوي الرافض لأعمال الإرهاب والعنف والتخريب والفوضى، والتي كان آخرها الاعتداء الغادر والجبان الذي استهدف رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة وهم يؤدون صلاة الجمعة في جامع النهدين بدار الرئاسة، أنه شعب ينبذ كل أشكال العنف والإرهاب والتطرف والنوازع العدوانية، وكلَّ فعل ينتمي إلى الممارسات الإجرامية والقتل وسفك الدماء، وإثارة الفتن والحقد والبغضاء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد. لقد كان رد أبناء الشعب اليمني على تلك الجريمة النكراء التي استهدفت رمزه الوطني وكبار قيادات دولته مزلزلاً وعاصفاً، ومؤكداً لأدوات الإجرام وكل من تلوثت أيديهم بالدماء واستباحة النفس التي حرمها الله، وكذا مشعلي الحرائق وتجار الحروب، ودعاة الفرقة، وأعداء الأمن والاستقرار، أنه لن يهادن أو يتسامح مع كل من تسول له نفسه الإضرار بالسلم الاجتماعي والسكينة العامة، والمساس بمكتسبات الوطن، وإلحاق الأذى بمصالح أبنائه، وأنه سيتصدى بكل حزم وصلابة لكل الأشرار من إرهابيين ومخربين ومأجورين ومتآمرين، وكل من يفكر في إعادة اليمن إلى حقب التوترات والصراعات والاغتيالات وأزمنة الانقلابات ودورات العنف الدامية، التي تجاوزها شعبنا بالوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والاحتكام للإرادة الوطنية في صناديق الاقتراع، وأن هذا الشعب الذي دفع الثمن باهظاً من دماء آبائه ومناضليه ومثقفيه ومفكريه الذين تساقطوا في موجات متتالية من الصراعات الداخلية، يستحيل أن يتهاون أمام أية محاولة لجر الوطن من جديد إلى مستنقع الصراع، بعد أن كنس من طريقه أمراض تلك الحقب السوداء، بكل مآسيها وآلامها وأحزانها، واتجه في طريق بناء نفسه وقدراته، والنهوض بوطنه في شتى المجالات والميادين.

لقد وجهت الجماهير اليمنية في المهرجانات والمسيرات الحاشدة التي شهدتها أمانة العاصمة ومختلف محافظات الجمهورية، وكذا ما جاء في بيانات التنديد والاستنكار الصادرة عن منظمات المجتمع المدني والاتحادات والهيئات والنقابات المهنية والإبداعية، وكذا مشايخ ووجهاء اليمن والعلماء والمواطنين، رسالة واضحة وقوية لا تحتمل اللبس أو التأويل، لكل الواهمين والمقامرين والخونة والمتآمرين، وكل أصحاب المشاريع الصغيرة والأجندات المشبوهة، والأيادي الملوثة بالإرهاب والتخريب، ولكل من يسيرون عكس التيار ويسعون إلى خلط الأوراق بغية الزج بالوطن في أتون الفوضى والانفلات، ومفاد تلك الرسالة أنه قد حان الوقت لكي يراجع كل هؤلاء أنفسهم ومواقفهم، ويعودوا إلى رشدهم وإلى جادة الحق والصواب، ما لم فإن عاصفة الشعب العاتية كفيلة باقتلاعهم من طريقه وجعلهم عبرة لكل من اتبعوا شهواتهم وأهواءهم، وانساقوا وراء أطماعهم وأنفسهم الأمارة بالسوء، وابتعدوا عن الطريق القويم لينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً).. صدق الله العظيم.