شاهد ما شافش حاجه

[ابومعاذ /]

شيئ غريب وعجيب أن يتعامل الإعلام الرسمي خاصة المرئي والمسموع منه بطريقة مسرحية عادل إمام( شاهد ما شفش حاجه) إزاء كل الأحداث الساخنه التي تجتاح الوطن فالمتابع لساعات البث أو للخارطة البرامج اليوميه لهذه الوسائل يعتقد أن عجلة الزمن قد توقفت عند عقد الثمانينيات أو أن الدنيا ربيع والجو بديع على رأي سندريلا الشاشه الراحله سعاد حسني

فلسفه عقيمه وبليدة تتبعها وسائل الإعلام الرسميه إزاء ألازمه السياسيه التي يمر بها الوطن تعتمد على سياسية غض النظر عن كل ما يحدث من مستجدات وتطورات على الساحة الوطنية على طريقة( النعامه) التي تضع رأسها في التراب في زمن يستطيع المشاهد بضغطة زر التجوال في أكثر من محطة فضائيه لمعرفة كل ما يحدث ،نعم هناك تذمر وسخط من الشارع اليمني بشأن التضخيم والتهويل من قنوات الفتنه لكن هل قدم الإعلام الرسمي لمشاهده كل ما يحتاجه من أخبار ومتابعات للمستجدات اليمنية بخلاف نشرة أخبار التاسعه وبعض برامج التي تبث من استوديوهات التلفزيون أو من خلال الاذاعه؟

من حق المشاهد أو المستمع اليمني أن يعرف كل ما يدور حوله وان يعرف المعلومه الصحيحة في وقتها من خلال التلفزيون الرسمي الذي يدفع ضرائبه من قوته ،إقبال المشاهد اليمني على مشاهدة قنوات الجزيره والعربيه والبي بي سي سببه تواضع الخدمه الاعلاميه التي تقدمها قنوات اليمن وسبا وعدن وبالرغم من ان الحدث شأن يمني لكن هذه القنوات تتابع أول بأول تطورات الوضع في اليمن في حين يحتاج المتابع للقنوات اليمنيه لانتصار نشرة التاسعه لمتابعة شأن يمني

هناك مشكلة لا يمكن إغفالها وهي مسألة انقطاع الطاقه الكهربائية لفترات تتجاوز أحيانا الست ساعات والتي تمنع المشاهدة بعض القنوات الفضائيه وعندما يلجئ المرء لسماع الاذاعه يفاجئ ان الخارطه الاعتيادية هي ذاتها التي تبث هذه الايام وهو امر يدعو للحيره

عموما توجد كوادر مؤهله وكفؤه في هذه الوسائل الاعلاميه وتوجد امكانات لابأس بها وفرت الدوله لهذه الوسائل لكن تحتاج هذه الكوادر للفرصه للتعبير عن نفسها ومع سيطرة الحرس القديم على مقاليد هذه الوسائل هل يمكن أن يحدث أي تغيير في الخطاب الإعلامي اليمني